يعملالجسمالبشريفيتناغممذهلتقودهخبراتتكونتعلىمدارآلافالسنواتبفعلالتطورومُخزنةفيجيناتنابالوراثة。يُفرزالجسمالبروتيناتبدقةوفيتوقيتاتمُحددةللحفاظعلىالعملياتالحيوية؛تنقلالأعصابالإشاراتمنوإلىالدماغبشكلانسيابيكينتمكنمناتخاذالقرارات。يدقالقلب؛منقبضًا ومنبسطًا ليضخ الدم في سائر أعضاء الجسد。تُحاربالمناعةالفيروساتوالبكتيرياوالعواملالممرضةبفاعليةوقوةلتضمنلناالبقاءأصحاء。تُنفذ العمليات الحيوية كلها بشكل دقيق؛ويعنى أيّ خلل في الدقة مرض الإنسان..وربماوفاته。
أثناءمحاربةالعواملالمعدية،يجبعلىدفاعاتناالمناعيةأنتتوخىالحذرالشديدحتىلاتتجنبإيذاءأيخلاياتنتميإلىمضيفها。يتطلبتحقيقذلكنظامًامتطورًاللتعريفالذاتي،يرتكزذلكالنظامعلىمجموعةمنالجيناتتسمىمعقدالتوافقالنسيجيالرئيسيوالتيتشفرالبروتيناتالمعروفةمجتمعةباسممستضداتالتوافقالنسيجي。يحملكلفردمزيجًافريدًامنهذهالمستضداتعلىسطحخلاياه،ممايوفرشكلاًمنأشكالنظامالهويةالبيولوجيةللتمييزبينفردوآخر……لمتكنتلكالمعلومةلتُعرفلولاجهودالثلاثيالحائزعلىجائزةنوبلعامَألفٍوتِسعِمئةٍوثمانين؛“باروخ بن صراف”و“جان دوسيه”و“جورج سنيل”。
فالثلاثةتمكنوامنالكشفعنوظائفجزيئاتالمعقدالنسيجيالموجودةفيالدم؛وتمكنواأيضًامنإماطةاللثامعنالكيفيةالتييُمكنبهاأنتتعاونبهاتلكالجزيئاتمعكراتالدمالبيضاءالتيتُشاركفينظامالمناعة؛إذاقالواإنتلكالجزيئات——والتيتتواجدعلىأسطحجميعخلاياالجسم——مسؤولةعنبثإشاراتتُعلّمالجهازالمناعيأنهاخلاياتخصالمُضيف؛ولا يجب مهاجمتها؛بل يفترض أن يتم الحفاظ عليها。
وخلايامُعقدالتوافقالنسيجي——المعروفةأيضًاباسمMHC -عبارةعنبروتيناتتوجدفيالجسم؛تُديرها مجموعة من الجينات الموروثة。تظهرتلكالبروتيناتعلىالسطحالخارجيللخلاياالعضويةفيأثناءعمليةتكونالجنين؛وتبقى موجودة مدى الحياة。
تلكالبروتيناتتُعتبرحقًاالملاكالحارسللخلايا。إذتقومبإرسالالإشاراتللخلاياالمناعيةلمنع”النيرانالصديقة”。وهو مصطلح معروف في العمليات الحربية؛ويعنى تبادل النيران بين الجيوش المتحالفة؛أوجنودالجيشالواحدأثناءالعملياتالحربية،بسببالتحديدالخاطئللهوية。
تمنعجزيئاتمعقدالتوافقالنسيجيالنيرانالصديقة。وحينتغيب؛يُمكنأنيصابالجسمبعددكبيرمنالأمراضالمناعية؛والتيفيهاتُهاجمالمناعةالأعضاءالداخليةبسبباعتقادها——خطئًا——أنهاتُشكلتهديدًاللذات。
اكتشف”جورجسني”لالمكوناتالأولىلـجزيـئاتمعقدالتوافقالنسيجيفيالأربعينياتمنالقرنالماضيمنخلالدورهافيرفضعملياتزرعفيالفئران。فيذلكالوقت،تمتضييقنطاقالبحثعنالعواملالوراثيةالتيترفضعملياتزرعالأورامإلىعددمنالمواقعالمحتملةعلىكروموسوماتالفئران。وقدأمضى”سنيل”سنواتفيصنعسلالاتمنالفئرانبعنايةسمحتلهبفحصتأثيركلواحدةعلىحدة。
بعد مئات وربما آلاف التجارب؛برزموقعواحدفيالحمضالنوويعلىأنهيمثلأقوىحاجزأمامالزرع،والذييضمجينًايشفربروتينًامحفزًاللمناعةيسمى2。عندالفحصالدقيق،تبينأنمابداأنهجينواحدفيذلكالمكانكانعددًاكبيرًابشكلمدهشمنالجيناتالتيكانتمرتبطةارتباطًاوثيقًابعضهاببعض。
بعدحواليعقدمنالزمان،اكتشف”جاندوسيه”أولمستضدمتوافقفيالبشر。لاحظأنالمريضالذييتلقىالعديدمنعملياتنقلالدمالمتوافقلايزاليعانيمنردفعلمناعيغيرمتوقع。اكتشف”دوسيه”أنهفيهذهالحالةيتمإطلاقالأجسامالمضادةضدخلاياالدمالبيضاءالخاصةبالمتبرعفقط،وأنهذهالأجسامالمضادةفيمصلالمريضتسببتفيتفاعلمماثلفينصفعيناتخلاياالدمالبيضاءالمأخوذةمنأشخاصآخرين。أطلق”دوسيه”علىذلكالعاملأسمhlaواتضحفيمابعدأنهسلسلةمنمستضداتتحملهاكراتالدمالبيضاءالبشرية。
فيماقدمتالتجاربالتيأجراها”باروخبنصراف”فيالسبعينياتأولمؤشرعلىأنالجيناتتتحكمفيردودالفعلالمناعية。“بتفاجأنصراف”باكتشافهأنسلالاتمختلفةمنخنازيرغينياأطلقتمستوياتمختلفةمنالهجومالمناعيتجاهالمستضدالأجنبينفسه،وتتبعالسببإلىماأسماهجيناتالاستجابةالمناعية。علىمرالسنين،تمالعثورعلىالعديدمنجيناتالاستجابةالمناعيةهذهوتعقبهاإلىنفسالموقع،وكلهاأعضاءفيمجموعةجيناتغيرمكتشفةسابقًاتقعداخلمعقدالتوافقالنسيجيالكبير。
كان لأبحاث الثلاثة عدد من التداعيات المهولة؛أبرزها ما حدث في مجال زراعة الأعضاء؛فقد بينت ووضحت أسباب رفض الجسم للأعضاء المزروعة。فتلكالخلايا؛التيلاتتواجدبطبيعةالحالفيالأعضاءالمزروعة،تتركالعضوالمزروععُرضةلمهاجمةالجهازالمناعيالذييتعرفعليهكدخيلأوجسمغازيويرفضوجودهفيالجسم。
كماوضحتاكتشافاتهمأيضًاأنالتحكمالجينيللتفاعلاتالمناعيةللجسميؤديدورًاحاسمًافيدفاعالجسمضدالعواملالمعدية。إذيُظهرالناسقدرةمتفاوتةعلىحشدالمقاومةضدالعدوى،وإلىحدكبيرتبدوقدرةالفردعلىالاستجابةمحددةوراثيًا。
وُلد”باروخبنصراف”فيعائلةيهوديةمهاجرةفيكاراكاس،فنزويلافيالتاسعِوالعشرينَمنأكتوبرعامَألفٍوتِسعِمئةٍوعشرين。جاءوالدهإلىأمريكاالجنوبيةمنالمغربالذيكانخاضعًاوقتهاللسيطرةالإسبانية。كان والده يبحث عن لقمة العيش。بدأنشاطًاتجاريًاللأحذيةوالمنسوجاتفيفنزويلاوازدهر،وأنشأفيالنهايةشركاتأخرى،بمافيذلكشركةمُخصصةللاستيرادوبنك。فيما جاءت والدته من فرنسا، ولذا؛تلقى بن صراف تعليمه في الغالب باللغة الفرنسية。
انتقلتالعائلةإلىباريسعندماكانفيالخامسةمنعمره،ولكنفيعامِألفٍوتِسعِمئةٍوتسعةٍوثلاثين،معاندلاعالحربالعالميةالثانية،عادواإلىفنزويلاوإلىالشركاتالعائليةالتياستمرتفيالازدهار。فيعامِألفٍوتِسعِمئةٍوأربعينتمإرسالهإلىالولاياتالمتحدة،حيثشعرتعائلتهأنهيمكنهالحصولعلىتعليمجامعيأفضلهناك。
كانأملالعائلةأنيتولىبنصرافمنصبوالدهفيتلكالشركات،لكنهلميظهرأيميلللقيامبذلك。غرسالمعلمونفيهاهتماماتقويةفيكلمنالعلوموالفنون؛أصبح عازفًا متخصصًا في آلة الفلوت。لكن”بنصراف”——ونتيجةضغوطمنعائلته——سعىللتوصلإلىحلوسط。
”يقولإنالشيءالوحيدالذيتماعتبارهمناسبًا،والذيمنشأنهأنيؤديإلىمهنةفيذهنالأشخاصالعصاميينمثلوالدي،كانتمهنةالطبيبوالمحاميوالمهندس。كان أكثر ما أعجبني أن أكون طبيبًا”لذا؛التحقبنصرافبمدرسةالدراساتالعامةبجامعةكولومبيا،وهيفرعمنالمدرسةيستهدفالطلابغيرالتقليديينوالأجانب。ليكمل المتطلبات المطلوبة لدراسة الطب؛وحصلعلىدرجةالبكالوريوسفيالعلومفيعامِألفٍوتِسعِمئةٍواثنينِوأربعين。
بعدذلكتقدمللالتحاقبكليةالطب،لكنهوجدطريقهمسدودًا。ففيذلكالوقت،كانمنالصعبجدًّاعلىاليهودالالتحاقبكليةالطب。تقدم بن صراف بطلب إلى حوالي خمسٍ وعشرينَ مدرسة؛إلا أن جميع طلباته قُوبلت بالرفض。
طلب”بنصراف”منصديقيعملمساعدًالرئيسكليةالطببفيرجينياالتوسطلهلقبولههناك،ودخلالجامعةفيعامِألفٍوتِسعِمئةٍوثلاثةٍوأربعين。وتمتجنيدهفيالجيشالأمريكيفيالعامنفسهولكنسُمحلهبإنهاءعملهعلىأساسأنهسيستخدممهاراتهفيالخدمةالعسكريةبعدحصولهعلىشهادته。
وفي العام نفسه؛تزوجبنصرافمنزوجته”أنيتدريفوس”التينشأتهيالأخرىفيفرنساوكانتحفيدةكُلٍّمنألفريددريفوسالضابطالعسكرياليهوديالفرنسيالذيتسبباعتقالهغيرالمشروعفيفضيحة”قضيةدريفوس”فيتسعينياتالقرنالتاسععشر،وعالمالأحياءالفرنسي”جاكمونود”الحائزعلىجائزةنوبل。وغالبًاماكانتأنيتبنصرافتساعدزوجهافيعملهالمختبريلكنهارفضتدائمًامنحالفضللهافيمساهماتها。حصلبنصرافعلىشهادتهفيالطببعدثلاثسنواتمنالدراسة،وأجرىتدريبًاداخليًافيمستشفىكوينزالعامفينيويورك،وتمتكليفهكملازمأولفيالفيلقالطبيالعسكريفيعامِألفٍوتِسعِمئةٍوستةٍوأربعين。
خدم”بنصراف”فيباريسقبلتسريحهفيعامِألفٍوتِسعِمئةٍوسبعةٍوأربعين。ثم”بدافعالفضولالفكري”كماكتبفيسيرتهالذاتيةالذيقدمهعندفوزهبجائزةنوبل”قررالالتحاقبمهنةفيمجالالبحثالطبيفيوقتلميكنفيههذاالاختيارشائعًا”。
ولأنهعانىمنالربوعندماكانطفلاً،قررالعملفيمجاليسمحلهبفهمالحساسيةوالجهازالمناعي。
وبعد أن استشار أساتذته؛قررالالتحاقبمختبرعالمالمناعةالرائد”إلفينكابات”والذيكانالتدريبمعهأحدالتجاربالمهمةفيتطورهكعالم。خلالعامينمنالعملمعكابات،حصلبنصرافعلىأساسمتينمنالدقةالعلميةوأهميةالنتائجالقابلةللقياسالكمي،وبدأفياكتسابفهمأعمقلآلياتفرطالحساسيةوأعطالالجهازالمناعيالتيتؤديإلىظواهرمثلالحساسية。وفي عامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وتسعةٍ وأربعين؛استقبل”بنصروف”مولودتهالأولى”بيريل”والتيأصبحتفيمابعدطبيبةأشعةحققتتطوراتسريريةكبيرةفيتفسيرصورالجنينبالموجاتفوقالصوتية。
وبدءًامنذلكالوقتتقريبًا،تعطلتمسيرةبنصرافالبحثية،بسببالمشكلاتالعائلية。
عانىوالده،الذيكانيعيشفيباريسآنذاك،منسكتةدماغية،وانتقلبنصرافإلىهناكليكونأقربإليه。
علىمدىستسنوات،كانبنصرافيوفقبينالتزاماتالشركاتالعائليةوأبحاثهالخاصة。كانمحظوظًا،فيالبداية،للعثورعلىوظيفةفيمستشفىبروسيسفيباريسفيمختبرباحثالمناعة”برناردهالبيرن”مكتشفمضاداتالهيستامين。وهناك؛أجرىمجموعةمنالتجاربالتيعمقتفهمهللطريقةالتيتعملبهاالخلاياالبلعمية؛التيتأكلالكائناتالممرضةوالملوثاتداخلالجسم……وبعدسنواتعادمرةأخرىإلىالولاياتالمتحدةالأمريكية。
كانتأواخرالخمسينياتوأوائلالستينياتمنالقرنالماضيمرضيةمنالناحيةالمهنيةبالنسبةلبنصرافحيثدخلأكثرسنواتهإنتاجيةكباحث。وكتبفيسيرتهالذاتيةالحائزةعلىجائزةنوبل:“كانالجوالعلميفيجامعةنيويوركخلالتلكالفترةمواتيًابشكلخاصلتطويرعلمالمناعة”。عملالعديدمنعلماءالمناعةبحماسوتفاعلوامعًاوتبادلواالخبراتبشكلجيد。عملبنصراففيموضوعاتمختلفةكجزءمنعدةفرقمنفصلةمنالباحثين。حتى حصل في النهاية على جائزة نوبل。
فيعامِألفٍوتِسعِمئةٍوثمانينتمتعيينهرئيسًاومديرًاتنفيذيًالمعهد”دانافاربر”للسرطانبجامعةهارفارد。فيهذاالمنصب،أتيحتالفرصةلبنصرافللإشرافعلىمجموعةمنالأبحاثالتياعتمدتفيكثيرمنالحالاتعلىعملهكأحدركائزها。لكنالعملاعتمدأيضًاعلىموضوعرئيسيآخرفيحياته:الخبرةكمديرتنفيذياكتسبهامنإدارتهالمتقطعةلمؤسساتعائلته。عمل”بنصراف”علىتحقيقالاستقرارفيالشؤونالماليةللمؤسسةوأثبتفاعليةفيجمعالتبرعات。أضافإلىذلكالمركزالشهيرمبنيينجديدينبمافيذلكبرجأبحاثمكونمنأربعةَعشَرَطابقا。
وفي يونيو عامَ ألفينِ وأحدَ عشَر؛توفيت زوجته“أنيت”..وبعدشهرين؛توفيبنصراففيولايةماساتشوستسجراءالالتهابالرئوي。
ولدجورجديفيسسنيلفيالتاسعَعشَرَمنديسمبرعامَألفٍوتِسعِمئةٍوثلاثةفيولايةماساتشوستسالأمريكية。عملوالدهكسكرتيرفيجمعيةالشبانالمسيحيةالمحلية。كان لجورج شقيقان أكبر منه سنًا。انتقلتعائلتهإلىبروكلينفيماساتشوستسعندماكانعمرهأربعسنوات。أكمل تعليمه المدرسي في المدارس العامة في بروكلين。
منذالصغر؛كانت العلوم والرياضيات موضوعاته المفضلة。فيأوقاتالفراغقرأكتبًاعنعلمالفلكوالفيزياءبالإضافةإلىكلاسيكياتالطفولةالمعتادة。لكنهأيضًاكانيستمتعبممارسةالرياضة،وكانتمجموعةمنخمسةشبابأوستةيجتمعونفيمنزلهللعبالبيسبولفيفناءالمنزلأوفيساحةفارغةمجاورة。كانتالقصصوالألعابالخياليةأيضًاجزءًاكبيرًامنطفولته。
فيعامِألفٍوتِسعِمئةٍ،قبلثلاثسنواتمنولادته،اشترىجدهلأمهمزرعةمتهالكةوسبعينَفدانًامنالأرضفيساوثوودستوك،فيرمونت。تمترميمالمنزلوتأثيثهتدريجياً،وكانالصيفالذييمضيهفي”المزرعة”منبينمباهجطفولتهوشبابه。كانالاهتمامبالبستنةوالزراعةوالغاباتإرثًادائمًاللتجربةالتيقدمهاهذاالمنزل。
كماكانتالموسيقىمنالاهتماماتالرئيسيةلجميعأفرادالأسرة。كانتوالدتهتعزفعلىالبيانوويقول”سنيل”إنهمندواعيسروريأنزوجتهكانتهيالأخرىعازفةبيانو。
التحقبكليةدارموثفيعامِألفٍوتِسعِمئةٍواثنينِوعشرينووجدمرةأخرىالعلوموالرياضياتالموادالمفضلةلديه。كانتمحاضراتعلمالوراثةللبروفيسور”جونجيرولد”رائعةبشكلخاصوهيمادفعتهلاختيارمهنتهكعالموراثةفيوقتلاحق。
حددتأطروحتهحولالارتباطفيالفئرانعملهالمستقبليإلىحدكبير。قضى”سنيل”عامينفيالتدريسوسنتينكزميلمابعدالدكتوراهتحتإشرافهيرمانمولرفيدراسةالتأثيرالجينيللأشعةالسينيةعلىالفئران،مماأقنعهبأنالبحثكانشغفهالحقيقي。
فيعامِألفٍوتِسعِمئةٍوثلاثةٍوثلاثين،تولىمنصبأستاذمساعدفيجامعةولايةواشنطنفيسانتلويس。وعمل هناك لمدة عام。وفيعامِألفٍوتِسعِمئةٍوخمسةٍوثلاثين،التحقبمختبرجاكسونفيبارهاربوربولايةمينوبقيهناكحتىتقاعدهكعالمكبيرفخريفيعامعامَألفٍوتِسعِمئةٍوثلاثةٍوسبعين。وكانمختبرجاكسونيعتبرمركزًادوليًالعلموراثةالفئران。
ابتداءًمنمنتصفالأربعينياتمنالقرنالماضي،ولمدةثلاثينعامًا،كانمنخرطًافيدراسةجيناتالفئران。كما ركز على دراسة زرع الأعضاء。أجرى”سنيل”جنبًاإلىجنبمععالمالمناعة”بيترجورر”دراساتأسفرتعنتحديدمركبالجين2فيالفئران،وهومصطلحقدمهلتحديدماإذاكانسيتمقبولتطعيمالأنسجةأمرفضه。
أدىهذاالعملإلىاكتشافالمركبالجينيالمسمىمعقدالتوافقالنسيجيالرئيسيالموجودفيجميعالفقاريات。كماأرسىالأساسلإجراءعملياتزرعالأنسجةوالأعضاءبنجاحوهوالأمرالذيقادهللحصولعلىنوبل。
توفي”سنيل”فيالسادسِمنيونيوعامَألفٍوتِسعِمئةٍوستةٍوتسعينفيبارهاربوربولايةمينعنعمريناهزاثنينِوتسعينَعامًا。
أما”جاندوسيه”فقدولدفيالتاسعَعشَرَمنأكتوبرعامَألفٍوتِسعِمئةٍوستةَعشَرَفيتولوزبفرنسا。كانوالده”هنريدوسيه”طبيبًاخدمكقائدفيالجيشورائدًامنروادأمراضالروماتيزمفيفرنسا。أمضى”جاندوسيه”الأيامالأولىمنطفولتهفيبياريتز،فرنسا。وانتقلمععائلتهإلىباريسحينكانيبلغمنالعمرأحَدَعشَرَعامًاليتابعتعليمهفيالمدرسةالثانوية中学米什赖特ومنهاحصلعلىالبكالوريافيالرياضيات。
وبتشجيع من والده؛التحق بجامعة باريس لدراسة الطب。كانيعدنفسهلامتحاندخولالتدريبعندمااندلعتالحربالعالميةالثانية。خلالالحرب،تمتجنيدهلخدمةالجيشالفرنسيفيشمالإيطاليالمدةعام。
فيعامِألفٍوتِسعِمئةٍوأربعين،عادإلىباريسواجتازبنجاحامتحانالقبولفيفترةالتدريبالطبي。وبعدحصولهعلىلقبطبيبمتدرب،غادرإلىشمالإفريقياللانضمامإلىالقواتالمقاتلة。كجزء من واجباته، أجرى عمليات نقل الدم。كانهذاهوالسببالأوللتعرفهعلىأمراضالدمالمناعية。إذأجرىفيالجزائرتجاربهالمعمليةالأولىونشرأولدراسةعلميةلهعلىالصفائحالدموية。
وفيعامِألفٍوتِسعِمئةٍوأربعةٍوأربعينَعادإلىباريسوتمتكليفهبمهمةجمععيناتالدمبالتعاونمعمركزنقلالدمالإقليميفيمستشفىسانتأنطوان。خلالهذهالفترةبدأمشروعهالبحثيالأولمعالبروفيسور”مارسيلبيسيس”الذيطورتقنيةتبادلالدمفيالبالغينوالأطفالحديثيالولادة。وفيعامِألفٍوتِسعِمئةٍوستةٍوأربعين،التحقبالمركزالوطنيلنقلالدمكمديرللمختبرات。عملفيالمركزحتىعامِألفٍوتِسعِمئةٍوثلاثةٍوستين。فيأثناءعملههناكركزعلىطرقأمراضالدمفيخلاياالدمالحمراءوحاولاستخدامهذهالتقنياتلخلاياالدمالبيضاءوالصفائحالدمويةأيضًا。في ذلك المركز؛أجرىدراساتلتأكيدوجودأنواعمعينةمنالأجسامالمضادةفيالجسم。وأجرىعملياتنقلالدمبينالمرضىالمتطوعينوالمتبرعينلفهمالاستجاباتالمناعية。
فيعامِألفٍوتِسعِمئةٍوثمانيةٍوخمسين،عندماكانرئيسًالمختبرأمراضالدمالمناعيةفيالمركزالوطنيلنقلالدم،وصفأولمستضدلخلاياالدمالبيضاء،MAC،والذيأصبحمعروفًاباسمhla a2。
كان”دوسيه”منشغلًابحالةالبحثالطبيفيفرنسا،وتولىمعالبروفيسور”روبرتديبري”إجراءإصلاحاتجذريةفيهياكلالمستشفياتوالجامعات。امتدهذاالعملحتىتعيينهكمستشارلمجلسالوزراءفيوزارةالتعليمالوطنية،لثلاثسنواتمتتاليةوتوجبإدخالقانونأنشأالتوظيفبدوامكاملفيالمستشفياتالفرنسية،وتعريفأساتذةالعلومالأساسيةبالمستشفيات،الذينتمتكليفهمبمسؤولياتالمستشفى。سمحهذاالإصلاحبارتفاععلمالأحياءالفرنسيوأدخلفرصةجديدةللحياةفيالبحثالطبيالفرنسي。
شاركفيإنشاءمعهدأبحاثأمراضالدم،تحتإشرافالبروفيسورجانبرنارد،وكانمديرًامساعدًاهناكحتىعامِألفٍوتِسعِمئةٍوثمانيةٍوستين。بالإضافةإلىاهتماماتهالعلمية،كانلدى”دوسيه”شغفانفقطفيالحياة:عائلتهوالفنالتشكيليالحديث。
توفي”دوسيه”عنعمرناهزاثنينِوتسعينَعامًافيمايوركابإسبانيا。
في خطابه في أثناء تسلم الجائزة؛والذيألقاهباللغةالفرنسيةنيابةعنالفائزينبنوبلالطب،قال”دوسيه”إنالأبحاثالتيقادتهمللحصولعلىنوبلم”همةمنالناحيةالفلسفية”。إذتقود،فيالواقع،إلىفكرةأنكلإنسانمختلف،وأنكلإنسانفريد،ممايعظممنكرامته。
تؤكدالأبحاثأنهلميكنهناكقطولنيكونأبدًا،باستثناءفيحالةالتوائمالمتطابقة،شخصانمتطابقانتمامًا。
كماتؤكدأيضً——مانالناحيةالفلسفيعة——لىأنالاختلافليسمفيدًافحسب،بلضروريفيالدفاععنالفردوالنوع。
فلكلشخص،الاختلافالجينيبينوالديههوضمانالبقاءعلىقيدالحياة。ولكلمجموعةسكانية،للبشريةجمعاء،الاختلافاتالجينيةضروريةمنأجلالتطوروالبقاءعلىقيدالحياة。الاختلافات الجسدية لا تقدر بثمن。وينطبقالشيءنفسهعلىالاختلافاتالأخلاقيةأوالفكريةأوالدينيةالتيلايجبأننتسامحمعهافحسب،بليجبأنننميها。